الخميس، 30 أكتوبر 2008

قصة قصيرة: مغلق للتحسينات!

تقدمت نحو الباب.. حاولت فتحه مباشرة.. لم ينفتح..
بادرت بطرقه بقوة.. صدمتها عبارة معلقة..
(مغلق للتحسينات)
أول مرة يغلق في وجهها هذا الباب.. مستحيل عاودت الطرق بشدة
لا جواب.
المسألة مسألة تحد
هكذا حدثت نفسها.. أي تحسينات هذه ؟.. إنه لا يريد أن يفتح..فقط لا يريد. إن كل شيء بالداخل هو ملكها.. صياغة يدها وترتيب فكرها.. كيف يجرؤ علي إغلاق الباب..؟
ولماذا؟ للتحسينات..!!
رفعت قبضتها لتحطم الباب هذه المرة.. صدمتها العبارة المعلقة..
(مغلق لأعمال الديكور)
المسألة مسألة وقاحة..
هل وصل الأمر إلي مرحلة الديكور؟ كيف يجرؤ؟ ومنذ متي كان يعرف أن الديكور يجب أن يتغير..؟
وكل هذا دون علمها لا.. لقد تهاونت كثيراً.. يجب أن تحطم الباب.. يجب.
رفعت كلتا قبضتيها لتهوي علي الباب.. صدمتها العبارة المعلقة
(مفتوح.. تفضل بالدخول)
المسألة مسألة تنازل
هكذا حدثت نفسها.. كظمت غيظها، أرخت قبضتيها.. حافظت علي انقباض أصابعها، دفعت الباب ودخلت..
ثم..
غير معقول.. ليس هذا هو المكان، لقد تغير كثيراً، ليس فيه شيء مما تحبه.. المقاعد، الإضاءة، وضع المنضدة والزهور..
لا شيء يعجبها في هذا كله.. صرخت
ما هذا.. كيف حدث كل هذا ؟أنا لا يناسبني ذلك..
عفواً سيدتي ولكنه يناسبني..
كان صوتاً عميقاً قادماً من كل انحاء الغرفة.. بهتت أخذت تتطلع بحثاً عن مصدر الصوت.. في حين تابع الصوت
يناسبني لأنه يخصني..
تهاوت قبضتاها إلي أسفل.. تدلي رأسها الشامخ في وهن، في حين تراخي جفناها في استسلام، هزت رأسها يمنة ويسرة ثم ولت منصرفة.
أول مرة تدرك أن المكانî لم يعد ملكها. رفعت رأسها إلي اللافتة المعلقة منذ القدم.. اللافتة التي لم تظهر إلا مع أعمال الديكور..
كانت معلقة علي الباب تقول:
هذا المكان هو قلب رجل .