الخميس، 20 ديسمبر 2012

ما هو الحب؟


"الحب"
تلك الرجفة المزلزلة التي اجتاحت جسدك المراهق ذات يوم. ذلك الحنين الغامض تجاه شيء ما لا تعرف كنهه بالضبط، شيء أبعد من تفوقك الدراسي و اهم من حظوتك بين الرفاق. شيء أعمق و أشد إلحاحاً من كل أمنياتك السابقة و أحلامك القديمة مهما بدت جامحة أو عظيمة.
ذلك الإحساس بالتواصل مع الطبيعة، بالتوحد مع نسمة الربيع و تغريد العصافير و الحزن الغامض الذي يعتريك كلما تأملت غروب الشمس.
خربشاتك التي بدأت تخطها سراً و تسميها خواطر،قصائدك المكسورة التي تقرؤها لنفسك و يدهشك ذلك التاقض بين رقة عباراتها و خشونة صوتك الطارئة!.
التوق..القلق..الترقب.. الأرق وشرود الذهن. عاصفة من الهرمونات تجتاح جسدك الغض، تعلن الحرب على مرحلة مديدة من الطفولة البريئة، تشعل الجسد بآلاف التفاعلات، و تشغل النفس بزوابع لا تنتهي من الحيرة و التساؤلات.
ما هو الحب؟
قد تبدو إجابة السؤال سهلة و بديهية أول الأمر، لكن كن على حذر، فهذا السؤال السهل حير الجميع في إجابته، الجميع بلا استثناء. علماء اللغة و الفقه و الفلسفة و الطب و حتى علماء النفس و السلوك. لم يجمع أحد منهم على تعريف جامع لمصطلح الحب. تباينوا و تشتتوا و نأت بهم المسالك بلا جواب شاف.
وحدهم الأدباء و الشعراء الذين عقدوا صداقة متينة مع الحب، مجدوه في قصائدهم و رواياتهم، جعلوه سر الحياة و ينبوع السعادة، قدسوا الحبيبة فكانت مركز الكون و غاية المنى. بين وصلها و إعراضها جنة و جحيم و بين رضاها و إجفالها خصب وقحط.
لكن أصحاب مدرسة التحليل النفسي يسخرون بشدة من فكرة الشعراء عن الحب، فتلاميذ "فرويد" لا يرون الحب إلا من زاوية الهرمونات. و في نظرهم أن كل قصة حب ماهي إلا غريزة معطلة عجزت عن بلوغ غايتها، و أنه لو قدر لها الإشباع لخفتت و تلاشت. أي أنه لو قدر لقيس أن يتزوج ليلى لتوقف عن نظم القصائد في حبها و لربما وقف بباب الخيمة متبرماً يشكو سلاطة لسانها وكثرة طلباتها وسوء طباعها!. وبالطبع سيتهمك بالحمق و ذهاب العقل لو تلوت على مسامعه بيت الشعر القائل:
أمر على الديار ديار ليلى •••أقبل ذا الجدار وذا الجدارَ
لحسن الحظ هناك من تلاميذ فرويد من يختلف مع نظريته تلك و يعيد شيئاً من الاحترام لفكرة الحب كعامل أرقى من مجرد التوق الجنسي، فيرى "ثيودور رايك" أن الحب مركب ثقافي وجداني شديد التعقيد، يشمل رغبة المرء في أن يكون موضع حنان و تقدير الطرف الآخر و رغبته كذلك في العطاء المادي و العاطفي، رغبة في التملك و رغبة في الانتماء في ذات الوقت هذا المزيج من العطاء المتبادل و الاحساس بالانتماء لشخص ما و الرغبة في امتلاكه هو ما يسميه "رايك" سر السعادة في الحب، بالطبع قد يتوج ذلك و يعززة إشباع الغريزة لكنه لا يراه عاملاً أساسياً في الحب السعيد.
يعترف رايك أن سيكولوجية الحب لازالت شيئاً غامضاً و معقداً و أن الشعراء و الأدباء لازالوا أبرع الناس في التعبير الموارب و الرمزي عنها لأن أي محاولة لتحليلها تزيدها تعقيداً، وكأنه يستلهم قول نزار عن الحب:
كلماتنا في الحب تقتل حبنا••• إن الحروف تموت حين تقال.

دمتم بحب.

هل للشركات أخلاق (٢-٢)


لا أحد يتحدث عن الالتزام و الأخلاقيات و الشراكة مع المجتمع مثل الشركات العملاقة، دعايات باذخة في القنوات التلفزونية و ملصقات عملاقة في الشوارع،و عبارات و ألوان حالمة و جذابة عن مستقبل أفضل يجمعنا.
هذه العبارات اللطيفة كفيلة بتخديرك، بإشعارك أن أصدقاءك في الكوكب يهتمون بأمرك فعلاً و أن ما تدفعه لهم من مال يساهم في تحسين حياة الآخرين.
لكن ما هي ردة فعلك لو عرفت أن الشركة العالمية التي تصنع ملابسك المفضلة تستغل الأطفال في مصانعها في الدول الفقيرة؟ ماذا لو عرفت أن قميصك الفاخر الذي تتباهى به أنتجته طفلة عملت لأكثر من ١٢ ساعه متواصلة في مصنع سيء التهوية مرتفع الحرارة و بدون دورات مياة، و أنها تعرضت للضرب و الإهانه بشكل مستمر كي تنتج قميصك الفاخر؟
قد تستغرب هذا التناقض العجيب في تصرف شركتك المفضلة لكن جويل باكان العالم المتخصص في الاقتصاد يري ذلك تصرفا طبيعياً و يرجعه إلى طبيعة تكوين شركات المساهمة العملاقة تلك و التي تفصل بين ملاك الشركة من حملة الأسهم و المشتتين في أنحاء الأرض بلا هوية أوقدرة على اتخاذ القرار و بين إدارة صغيرة تتصرف في رأس مال خرافي بدون وازع أو دافع سوى تعظيم أرباح الشركة
هذه الشركات أصبحت في تعريف الاقتصاد الحديث كائنات ذات شخصية مستقلة، بل إن بعض علماء الاقتصاد يصفون سلوكها بأنه سلوك شخصية تعاني من خلل نفسي، شخصية سايكوباثية متمركزة حول نفسها لا تفكر في الآخرين و تصر دائماً أنها الأفضل و الأرقى، لا تتورع عن الكذب و مخالفة القانون بشتى الطرق، لا تشعر بالندم تجاه أي فعل مشين أو مضر بالآخرين و لا تعتذر إلا لحماية مصالحها الضيقة فحسب.
و لأنها شخصية بشعه مدمنه على حب المال فلابد لها من قناع يستر قبحها، هذا القناع هو كذبة (المسؤلية الاجتماعية و الالتزام الأخلاقي) كما يسميه جويل باكان في كتابه (الشركة: السعي المرضي نحو السلطة و الربح).
المسؤلية الأخلاقية التي تتشدق بها الشركات و ترددها كثيراً في حملاتها الدعائية ماهي في نظر المؤلف إلا مجموعة أكاذيب تمارسها الشركات لتحسين صورتها وزيادة أرباحها، و دليله على ذلك أن قوانين الشركات (تحظر) أن تقوم الإدارة بأي عمل يحد من أرباح المساهمين، ويضرب مثالاً بشركة فايزر العملاقة للأدوية، و التي تروج لحملة ضخمة عن توزيعها لأدوية مجانية في أفريقيا كمثال على التزامها الأخلاقي تجاه المجتمعات، في حين أنها تستفيد من تلك الحملة في الدعاية و خصم الضرائب و التخلص من المخزون الفائض. و في المقابل فإنها تمتنع عن تطوير أدوية لأمراض قاتلة كالسل و الملاريا لأنها (غير مجدية) و تفضل صرف أموال الأبحاث على أدويه أكثر ربحية كأدوية الصلع و السمنه بل و حتى أدوية علاج الاكتئاب لدى(الحيوانات المنزلية)!، فأين الالتزام الأخلاقي هنا؟
مهما بدت لك الشركة التي تتعامل معها لطيفة و ودودة فلا تدعها تخدعك تذكر أن ذلك مجرد قناع، و أنك لا تمثل لها أكثر من رقم وأن اللطف الذي تبديه نحوك سببه الوحيد تحليل التكلفة الذي يقول لها أن هذا الفعل مجدِ اقتصادياً على المدى البعيد أو أنه يجنبها عقوبة قانونية مكلفة، و تذكر أنه لو أتيحت لها الفرصة لتجني الربح بطريقة مختلفة لافترستك بلا هوادة.

هل للشركات أخلاق (١-٢)


كم مرة سمعت حواراً مثل هذا من قبل؟ أو ربما كنت طرفاً فيه، أو كنت صاحب القضية ذاته، تتربع في وسط المجلس تتنحنح قليلاً لتلفت النظر ثم تقول
-” يا أخي، الأجانب هؤلاء، في منتهى الروعة.”
تصمت قليلاً لتتلمس وقع عبارتك على السامعين، تتصيد بنظراتك التفات الغافلين و تحديق البقية و تتابع
-” تخيلوا، سيارتي الجديدة لم يمضي على شرائها إلا عام واحد و أصيبت بعطل، أخذتها إلى الوكيل فرفض إصلاحها على الضمان، و طلب مني مبلغاً فلكياً، رغم أن الخلل تقني و يغطيه الضمان. كتبت شكوى إلى الشركة الأم، و أرسلتها عبر الإيميل، و خلال يومين تواصلوا معي عبر الهاتف و أمروا الوكيل بإصلاح العطل مجاناً، بل و أرسلوا لي خطاب اعتذار شديد التهذيب"
تزم شفتيك قليلاً و تضيف "تخيلوا كيف تتعامل الشركة الأم بأخلاقيات عالية و التزام مع العملاء و كيف يكون الوكيل في غاية الرداءة و الاستغلال"
تتوالى الهمهمات من حولك مؤمنة على صحة كلامك، الشركات الأجنبية تتعامل بأخلاقيات عالية و تحترم زبائنها، و تحرص على إرضائهم دوماً، و لكن الوكيل المحلي هو الذي يمارس الجشع و الاستغلال لأنه يحتكر السلعة و لا يحاسبه أحد.
يتدخل شخص وقور يبدو عليه شيء من الثقافة و ربما أمضى شطراً من حياته في الغرب ليضيف " الغربيون عموماً أناس محترمون، لا يحتالون و لا يغشون و يقدرون العلاقات الطيبة في التعامل".
قد يضيف أحدهم قصة جديدة إلى قصتك، ربما أكثر دراماتكية و إثارة لكنها تؤكد ذات المعنى الذي افتتحت أنت به الحديث، تسترخي في جلستك، تسند رأسك إلى الخلف و تربت على كرشك في رضىى و فخر بحكمتك و سداد رأيك
لكن هل فعلاً تملك الشركات ذلك البعد الأخلاقي؟ و هل هي حريصة لهذا الحد على رضاك كعميل يسكن طرف الأرض القصي؟
دعني أرو لك قصة ربما تهز شيئاً من قناعاتك، تعرضت سيدة تدعى باتريشيا أندرسون لحادث تصادم بسيط من الخلف و هي تقود سيارتها شيفروليه ماليبو موديل ١٩٧٩. و رغم أن حادث التصادم كان بسيطاً إلا أن خزان الوقود الموضوع بالقرب من المصد الخلفي انفجر و تسبب في حريق هائل للسيارة و ركابها و أصيبت باتريشيا و أفراد أسرتها بحروق كبيرة نتيجة الحادث، فيما بعد أثبتت التحقيقات أن تصميم خزان الوقود لم يراع درجة كافية من الأمان، و لكن المفاجأة الكبرى كانت في المحكمة عندما أدلى مصمم السيارة بشهادته التي أكد فيها أنه عرض على شركة جنرال موتورز تصميمين أحدهما أكثر أماناً من الآخر لكن الشركة قررت أن تختار التصميم الخطير رغم أن الفرق في التكلفة لا يزيد عن سته دولارات بين الإثنين لكن حسابات الشركة قدرت أن التوفير الذي ستحققه أكبر من الخسائر التي قد تتحملها نتيجة التعويضات إن حدث و تعرضت لمطالبات من الزبائن. بمعنى آخر فإن الشركة (استخسرت) قيمة الستة دولارات في زبائنها لأنها قدرت أن الربح من عملية التوفير سيغطي و يزيد على أي تعويضات قد تدفعها مستقبلاً بسبب تصميمها الخطير، و ربما لهذا السبب قررت المحكمة أن تغرم الشركة مبلغاً خيالياً قارب الخمسة مليارات دولار (حسب صحيفة النيويورك تايمز) وذلك كعقوبة للشركة على استهتارها بالجانب الأخلاقي في صناعتها.
هل تعتقد أن تلك مجرد زلة و أن الشركات لا تتشابه؟
إليك قصة أخرى عن شركة عملاقة أيضاً، هي شركة فورد للسيارات، هذه الشركة خاضت محاكمة شهيرة جداً في الأوساط القانونية الأمريكية ضد مهندس شهير يدعى روبرت كيرن، قام هذا المهندس بعرض اختراعه الفريد حينها و هو ماسح زجاج السيارات الالكتروني، لم تبد الشركة حماساً لشراء الاختراع لكنها وعدته بالتفكير فيه، ثم فوجئ المهندس بالشركة و قد قامت بسرقة اختراعه و استخدامه في موديلات سياراتها الجديده دون أن تعطيه سنتاً واحداً، جن جنون الرجل و قرر أن يرفع قضية ضد الشركة، قاومت الشركة بكل الطرق و حاولت تدمير الدعوى و تكذيب كيرن و استمرت المحاكمة لأكثر من ١٢ عام حتى حكمت المحكمة في عام ١٩٩٠ بأحقية كيرن و فرضت على فورد تعويضه بمبلغ يفوق العشرة ملايين دولار. كان كيرن قد خسر خلال المحاكمة وظيفته و زوجته و أصيب بالسرطان لكنه بدا مصراً إصراراً مقدساً على الانتقام من الشركة التي سرقته و أذلته و أنكرت حقه.
ولكن لماذا تقوم الشركات بهذه الأفعال الشريرة؟ لماذا تسرق و تدمر الناس و في نفس الوقت تسترضيهم و تحرص على رضاهم؟ هل هي شهوة الربح فقط أم أن للأمر أبعاداً أعمق؟
هذا ما سنناقشة في الأسبوع القادم بإذن الله.


الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

كيف يموت الناس في مستشفى حاصل على شهادة الجودة؟


"الانبهار"..
الانبهار هو كلمة السر هنا.. عليك أن تنبهر، تنبهر بشدة بمجرد دخولك من البوابة الزجاجية الواسعة، بمجرد ملامسة قدميك للأرضية الرخامية الصقيلة، بمجرد أن تلفحك نسمة الهواء الباردة لحظة عبورك إلى الداخل. لابد أن تشعر بشيء من الرهبة، شيء من التردد. لا بد أن تهتز ثقتك في نفسك قليلاً، أن تراجع هندامك و تتأكد من أن مظهرك لا يشي بك و لا يوحي براتبك الذي بالكاد يكفيك حتى نهاية الشهر.
لابد كذلك من منضدة استقبال عالية، منضدة مصنوعة من خشب فاخر داكن اللون و مزينة بشعار المستشفى. منضدة تقف خلفها موظفة حسناء تتظاهر بالانشغال، و تتجاهل وقوفك المتردد أمامها كي تشعرك بأهميتها و بأن ثمة زحام كذلك، الزحام يعطي الانطباع بأن خدمات المستشفى مطلوبة بشدة رغم سعرها المرتفع و أنك ستكون محظوظاً إن استطعت الظفر بشيء من خدماتهم الثمينة.
تنهي إجراءت التسجيل و تدفع المبلغ الباهظ و تعود لتنتظر، نعم لا بد أن تنتظر. أنت جالس في مقعدك تتأمل السقف و الجدران و الديكورات الفاخرة، كل شيء يوحي بالفخامة والرقي، إعلانات ملونة كبيرة تحمل صوراً لأطباء مبتسمين و طبيبات مبتسمات في مودة "وصول البرفسور فلان استشاري كذا و كذا.." " عودة الدكتورة فلانة استشارية كذا و كذا.. و المتخصصة في عمليات كذا و كذا. تهز رأسك في تعجب و تقول في سرك لابد أنك الآن في قلعة الطب الحصينة، تلفت نظرك تلك الشهادة الكبيرة المطبوعة على النحاس المذهب تقول بأن المستشفى حاصل على شهادة الجودة من منظمة (...) الدولية. طبعاً لابد من اسم اجنبي مكون من جملة طويلة و معقدة. لكنه و الحق يقال يعطي رهبة و هيبة لا تنكران للشهادة و للمستشفى.
قلعة الطب الحصينة، و قبلة المرضى الباحثين عن الشفاء. لقد بذل القائمون عليها الكثير لتبلغ ما بلغت، خصوصاً في موضوع شهادات الجودة هذا. لقد كلفهم الكثير فهؤلاء الأجانب مولعون بالورق..الكثير من الورق خطط عمل، خطط تموين، خطط طوارئ ، خطط إخلاء..خطط..خطط..خطط. لا مشكلة. كما أنهم مولعون باللوحات و الأبواب و الخرائط الملونة: مدخل ،مخرج، مصعد، باب حريق، الخ..الخ..لا مشكلة كذلك.
قد يتطلب الأمر بعض النفقات أحياناً كهدم جدار أو فتح باب أو نافذة. لا مشكلة كذلك فالجودة تستحق. يتحفز الطاقم كله يوم التقييم يحفظ الجميع أدوارهم و يراجعون السيناريو للمرة العاشرة تقتنع لجنة التقييم و تمنح الشهادة الفاخرة، يتم تعليقها على الجدار و رفع الرسوم لتعويض نفقاتها ولا بأس بخطابي تهنئة وبضعة إعلانات قبل أن ينفض السامر.
ماذا؟ هل قلت لديك نقص في طاقم العمليات؟ تصرف يا أخي تصرف. لا يوجد طبيب تخدير مرخص؟ لا يهم أي طبيب لديه خبرة يفي بالغرض. تحتاج وقتاً أطول لفحص المرضى؟ لا لا هذا غير ممكن لديك قائمة بأربعين مريض يجب أن تنهيها اليوم كي تحصل على راتبك.
طبيب التخدير فشل في إدخال الأنبوب للمريض؟ توفي؟ لا بأس قضاء و قدر، خطأ بسيط يحدث في أكبر مستشفيات العالم، من لا يعمل لا يخطيء. الطبيب غير مرخص؟ ولا يحمل إقامة نظامية وليس على كفالة المستشفى؟ مجرد تعقيدات روتينية نحن مستشفى محترم و لنا سمعتنا و إنجازاتنا. لا راد لقضاء الله يا سادة. ثم إننا دفعنا الدية و الغرامة المقررة فلا تزعجونا من فضلكم.
ماذا أيضاً؟ توفي طفل في غرفة الأشعة؟ الأشعة لا تقتل أحداً يا أخي. لم يكن يجري أشعة؟ ماذا يفعل إذاً؟ يجري أخذ عينة له و توفي بسبب نقص الأكسجين؟ هذا كلام متناقض لا بد أن هناك خطأ ما. أجل فني الصيانة هو السبب، ليست مشكلتنا نحن، نحن مستشفى محترم يا سادة و لدينا شهادة الجودة. لقد رفعنا قضية على شركة الصيانة و نطالب بالحد الأعلى من التعويض.
....
.....
الممرضة تكرر اسمك في ملل، تشير لك لتتبعها إلى عيادة الطبيب، يفحصك على عجل يطلب عدداً من التحاليل و يقول لك لابد من أخذ عينة من الغدة، العملية بسيطة و سريعة و من الممكن أن تجريها تحت التخدير لو أحببت. تتوجس قليلاً و تتلعثم يقاطعك متابعاً:
-لا تقلق من شيء صدقني الموضوع بسيط و نحن مستشفى كبير و نجري عشرات العمليات كل يوم.
تهز رأسك.. أنت في قلعة الطب الحصينةلا زالت تُسكِرُك الديكورات الفاخرة و الموظفة الحسناء و المنضدة الخشبية الداكنة و وجوه الأطباء المبتسمة في الإعلانات، توافق على العملية و تخرج مع الممرضة لإنهاء الإجراءت تقول لك بصوت هامس ودود "لا تخف"
و تتظرف أنت و تجيب" لا أحد يموت قبل أجله" ..لكن هاتفاً خفياً في زوايا مخك يبدأ بالنحيب وهو يهتف..
وحدووووه!

الخميس، 22 نوفمبر 2012

رسالة إلى صديقي الذي لا أعرفه!


صديقي القارئ..

أنت بالكاد تعرفني.. ربما هذه المرة الأولى التي تقرأ فيها اسمي و تغامر بمطالعه  هذه السطور،
ربما أنت تعرفني من قبل و قرأت شيئاً من السطور السابقة التي تحتل هذه الزاوية، ربما اتفقت مع بعضها أو اختلفت أو ربما لم تشكل لك أهمية لتتذكرها. لكنك في كل الأحوال في وضع أفضل مني!. أنت على الأقل تعرفني، تعرف اسمي و شكلي و شيئاً من أفكاري و تملك الخيار لتطالع أفكاري كل أسبوع فترتضيها أو تعرض عنها. لكنني بكل أسف لا أعرفك!
أنا أحتل هذه المساحة منذ قرابة العام، و رغم رحابتها الظاهرة إلا أنها ليست كذلك، صدقني هي أشبه بغرفة ضيقة ذات سقف منخفض و كي تعيش فيها عليك أن تكون صاحب لياقة عالية كي تتحرك دون أن تتلقى إصابات موجعة!.
في هذه الغرفة أثرثر  معك في مواضيع لا أعرف إن كانت تهمك فعلاً أو لا، لا أعرف كيف تنظر إليها و إلى أي حد تراها ممتعة؟
أنا لا أعرف إن كنت تقرأ مقالي هذا و أنت مسترخ في سريرك الوثير في قصرك العامر تفكر في تجاهل الذهاب إلى مؤسستك/شركتك/ إدارتك. و إكمال بقية النهار في فراشك. أو أنك في طريقك إلى عملك و عينك على ساعة سيارتك المحشورة في الزحام و تدعو الله أن تصل بمعجزة قبل أن يغلق دفتر التوقيع.
أو ربما أنت طالب مجتهد، تستعد لبدء يومك الدراسي الطويل و تحسب الأيام الباقية لتخرجك في لهفة ممزوجة بالقلق من أن لا تجد وظيفة تناسبك.
أنا يا صديقي لا أعرفك..
لا أعرف إن كنت بلحية طويلة و ثوب يعلو الكعبين تتأمل صورتي و سطوري و تحاول أن تعرف إن كنت تغريبياً من الذين تعتقد أنهم سبب فساد هذه الأمة أو لا. أو ربما تكون حليق اللحية و الشارب تتأمل السطور بشك و تحاول معرفة إن كنت (إخونجيا) متستراً أو (قومجيا) حنجوريا أحاول تعطيل التنمية في البلاد!.
صدقني أنا لا أعرف عنك الكثير رغم أنني أخاطبك كل أسبوع، افتتح المواضيع تلو المواضيع و الحكايا تلو الحكايا دون أن أراك أو أقابلك. قد تتلطف علي بتعليق قصير هنا أو هناك في مواقع التواصل الاجتماعي، تؤيد باقتضاب أو تعارض بتحفظ ثم تعود لتتوارى حتى الأسبوع القادم. و تتركني كي أقرر وحدي ما هو موضوع حديثنا التالي.
دعني أخبرك شيئاً يا صديقي، رغم أننا لا نعرف بعضنا بشكل جيد لكنني أومن بأن بيننا الكثير من الأشياء المشتركة، نحن نتقاسم هموم بيت واحد نسكنه سوياً، نواجه تساؤلات و تطلعات الغد بذات الترقب و القلق، نتشارك في تربية الجيل الجديد من العائلة دون أن نعرف إن كنا نوفر له ما يستحق فعلاً أو لا. و هل نحن قادرون على تأمين ذات المستوى من رغد العيش له في القادم من الأيام؟
قد يبدو ما أكتبه لك يا صديقي مملاً، غامضاً أو ثقيل الدم. و قد يكون كذلك بالفعل فأنا لازلت أتحسس طريقي في عالم الكتابة، و لا أضمن أنني بلغت المرتبه التي تجعلك راضيا و منتشيا بكل ما أكتب، لكن الشيء الذي أضمنه لك أنني لم و لن أكذب عليك في أي يوم من الأيام، لن أجاملك أو أجامل أحداً على حسابك .قد تتعرض سطوري لعمليات بتر و تهذيب إجبارية تستبعد كلمه هنا و جملة هناك، و ربما مقالاً كاملاً في بعض الأحيان، لكن ثق تماما أنها لن تحمل سطرا واحداً لا أعتقد أنه حق خالص.
كما أنني يا صديقي لا أكتب هنا كي أضيف إلى معلوماتك شيئاً لا تعرفه أو لكي أقنعك برأي لا تؤمن به، بل على العكس، إنني أحاول أن أتشارك معك في الأسئلة الكبرى التي تحيرني، أشير بسبابة مندهشة إلى ما أراه غريباً أو مثيراً للتأمل. أحاول أن نفتح سوياً باباً أوسع للحوار و النقاش، أن نجعل مساحة الضوء أكبر من زوايا الظلام في منزلنا المشترك، أن نعرض لهواء النقد و التفكير أثاثنا الخاص و مراتب غرفنا الداخلية.
أن نطل بثقة أكبر و حب أكبر و ألفة أكبر على جيراننا في الغرف المقابلة و المباني المجاورة. أن نعمل سويا على ردم الحفر و تسوية الطرق بدلاً من حفر الخنادق و رفع الأسوار..
كل ما أرجوه منك يا صديقي و قد مر عام على صداقتنا هنا أن تعرفني بنفسك أكثر، أن تدلني على الطريق الذي تراه صحيحاً،و إن كنت لا تعرفه فيسرني أن تنضم إلي كي نتقاسم سوياً متعةالسؤال
فقط تكلم...كي أراك!

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

متى تكون المرأة (بنت ناس)؟


لا بد أنك مررت بهذا الموقف من قبل، أو أنك ستمر به عما قريب. تأتي أمك لتحدثك حديثاً جاداً على انفراد ثم تهمس لك بعد أن تتأكد من أن أحداً من أخواتك لا يسمعها
-”لقد وجدت لك اليوم عروساً..أصل و فصل و أخلاق عالية و (بنت ناس)”.
تأخذك الدهشة الممزوجة بالحماسة تستنطق أمك مزيداً من المعلومات و تبدأ في التفكير في مشروع العمر و الإرتباط بفتاة الأحلام.
تذهب أمك و أختك في زيارة لعائلتها، تنفرد باختك بعد عودتها، تسألها عن رأيها في الفتاة، تراوغك بخبث قليلاً ثم تقول لك و هي تبتسم
-” هي ليست بارعة الجمال لكن واضح جداً أنها (بنت نااااس)”
يتطور الأمر و يشترك والدك في الموضوع تحدثه والدتك عن رغبتها في خطبة الفتاة لك، يؤمن برأسه موافقاً بمجرد سماعه لإسم العائلة
-” و النعم..(بنت ناس) و أبوها رجل معروف"
أنت مأخوذ بالتجربة المثيرة و مشروع العمر الذي تقدم عليه، لا تدقق كثيراً في المصطلحات التي استخدمتها أمك و أختك و والدك. لم تلاحظ أنهم جميعاً استخدموا مصطلح "بنت ناس" و لم تحاول أن تستنبط مالذي يعنيه كل واحد منهم تحديداً بهذه العبارة؟ هل كانت والدتك تعني بها التربية الحميدة و احترام الكبير؟ و ماذا كانت تقصد أختك وهي تقولها بصيغة التفخيم؟ هل كانت تعني أنها من عائلة ثرية و تعبر عن ابهارها بمظاهر الأبهه في دارهم بتلك العبارة؟
و ماذا عن والدك؟ هو لا يعرف أخلاق الفتاة و لم يشاهد دارها لكنه استخدم ذات العبارة. ترى هل كان يعني أصالة نسبها؟ و أنها من عائلة أو قبيلة عريقة؟
ترى ماذا تعني هذه العبارة لك أنت؟ و لكِ أنتِ؟ نحن نستخدم هذه العبارة بكثرة كل يوم فهل هناك اتفاق واضح على معناها لدينا؟ وهل مميزات (بنت الناس) في مجتمع القرية تنطبق على  (بنت الناس) في مجتمع المدينة؟ و هل هي ذاتها في دول و مجتمعات أخرى؟ العبارة كما ترى رغم بساطتها إلا أنها مراوغة و تحتوي على مضامين معقدة يصعب تفكيكها.
كانت الباحثة (غادة برسوم) تجري دراسة عن(أزمة عمالة الخريجات في مصر)، و أجرت مقابلات مع أصحاب الأعمال و شركات التوظيف لدراسة شروط القبول لتلك الوظائف، و فوجئت بأنها اصطدمت بشرط غير مكتوب يكرره كل أصحاب الأعمال تقريباً و هو أن تكون المتقدمة (بنت ناس)!
و عند سؤالهم عن المعنى المقصود ببنت ناس كانت الإجابات متباينة إلى حد كبير
فبعض أصحاب الأعمال وصفها بأنها من تمتلك لغة إنجليزية ممتازة و يفضل أن تكون بلكنه أجنبية.
البعض الآخر ركز على الخلفية الاجتماعية "بأن تكون من طبقة راقية و تحسن التصرف مع الآخرين"
و تمييز الطبقة الراقية غالباً ما يعتمد على المظهر كما تقول الباحثة(قد تستطيع المرشحة الحصول علي ملابس غالية الثمن عن طريق ادخار أو اقتراض المال، ولكنها لا تستطيع خداع أصحاب الأعمال ووكلاء التوظيف فيما يخص خلفيتها الاجتماعية إذا كانت من خلفية متواضعة. لذا فهم يشيرون إلي هؤلاء المرشحات اللاتي يأتين مرتديات «أحذية سوداء وحقائب بيضاء» ويضعن «طلاء أظافر ممحوا أو غير متناسق»، ويلبسن جوارب مقطوعة أو سائبة و تكون شعورهن «مصبوغة باللون الأصفر ولكن مهملة لينمو اللون الأسود الأصلي في الجذور» مما يتناقض مع لون الأطراف المصبوغة أصفر سابقا. وكل هذه الأشياء هي دقيقة للغاية وقد تمر دون أن تلاحظ من قبل شخص غير قادم من نفس الخلفية الاجتماعية)
و رغم أهمية المظهر كميزه من مميزات (بنات الناس) عند التوظيف فإن البعض ذكر تعريفات أخرى للمصطلح كالتركيز على البعد الأخلاقي بأن بنت الناس هي من "تعرف الحلال من الحرام" أو التي "لا تفشي أسرار العمل للمنافسين" أو التي تكون (عينها مليانه) فلا تحسد غيرها، في إشارة إلى خلفيتها الإجتماعية كذلك.
أما منشأ الكلمة ذاتها فترجعه الباحثة إلى عصر المماليك عندما استقدمهم الأيوبيون كجنود ثم حكموا مصر بعد ذلك لثلاثة قرون و تميزوا هم و ذريتهم بالبشرة البيضاء و الوضع الاجتماعي المميز للحكام فأطلق عليهم مصطلح (أولاد ناس) ثم عمم بعد ذلك على كل من تميز شكله و وضعه الإجتماعي.
و تخلص الباحثة أن المصطلح له خلفية متباينة  لكنها لا تخلو من نفس طبقي أو عنصري يشكل عائقاً أمام فئة كبيرة من المجتمع للحصول على فرصة متساوية مع الآخرين
هل لازلت تبحث عن شريكة العمر؟ ابحث عن حسنة التربية أو عريقة النسب أو جميلة القوام لكن لمصلحتك كن أكثر تحديداً و تجنب المصطلح الفضفاض (بنت ناس)!

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

ماذا حدث للسعوديين؟

 في آخر التسعينات من القرن الماضي عكف الدكتور جلال أمين على كتابة مقال شهري في مجلة الهلال تحت عنوان ثابت هو (ماذا حدث للمصريين) تناول فيه التغييرات الاجتماعية التي حدثت في المجتمع المصري خلال نصف قرن في مجالات عدة، كان يخضعها للتحليل و يتناول أسبابها و خلفياتها بأسلوب سلس أقرب إلى القصص، لكنه لا يخلو من عمق و براعة في التقاط الجوانب الخفية في مظاهر ذلك التغيير.
تحدث جلال أمين عن قضايا مألوفة مثل مركز المرأة و التغرييب و التعليم و البطالة و كيف تأثرت تلك القضايا بالتغييرات السريعة التي مر بها المجتمع المصري خلال نصف قرن بين ثورة و انفتاح و ثلاث حروب. لكن أجمل تلك المقالات هي التي تناولت ظواهر اجتماعية تبدو شديدة البعد عن المجال السياسي لكنها تأثرت به بشكل أو بآخر و عكست بطريقة  خاصة نمطاً واضحاً من التغير الاجتماعي مثل عادات المصريين في (التصييف) و (حفلات الأفراح) و (اقنتاء السيارة الخاصة) و (السينما). و كيف تغيرت على مدى ثلاثة أجيال عاصرها من جيل والديه و جيله هو و إخوته و جيل أبنائه و أقرانهم، و كيف ازدهرت عادت و انقرضت أخرى و تبدلت قناعات و تعززت غيرها بين تلك الأجيال.
أعتقد أن ذات الفكرة تصلح مشروعاً لدراسة مماثلة شديدة الثراء و بالغة الإغراء في مجتمعنا السعودي. فعواصف التغيير العاتية التي مر بها المجتمع بين الطفرة النفطية و حرب الخليج و أحداث سبتمبر  و ما تخلل ذلك من تحولات و طفرات تقنية في التواصل كدخول القنوات الفضائية و الهواتف الجوالة و الانترنت. كلها تستحق وقفة من عالم اجتماع أو مفكر متأمل يلتقط أثر تلك التغييرات على سلوكنا و طريقة تفكيرنا و تعاطينا مع الحياة والأحداث. بعض الجوانب تم الحديث عنها في مؤلفات عدة كتعليم البنات و المعارضة الشديدة التي لاحقته في بداياته هو و البث التلفزوني و البرقيات و الهواتف و هي معارضة يمكن تفهمها في مجتمع محافظ يتعرض لتحديث سريع يرى فيه تهديداً لهويته، لكن ثمة ظواهر أخرى جديرة بالتأمل و جديرة بالنقاش و التحليل و تسليط الضوء عليها من باب التساؤل الخالد لماذا و كيف حدث ما حدث. فعلى سبيل المثال لماذا صمد الزي السعودي التقليدي المتمثل في الثوب و الشماغ و العقال لعقود طويلة ضد أي تغيير جوهري يمس شكله و لونه الموحد ثم انهار فجأة أمام سطوة تصاميم و ألون و تقليعات و زخارف لا تنتهي؟ هل للبعد الثقافي دخل هنا؟ هل لذلك دلالة أعمق على انفتاح فكري تجاه الاخر و بداية القبول بتداخل الثقافات؟ أم أنه علامة أولية على انقراض الثوب السعودي ذاته؟
نقطة أخرى تستحق التأمل هي نظرة السعوديين للعبتهم الشعبية الأولى (كرة القدم) كيف تطورت نظرة المجتمع لها؟ هل استخدمت أي جهه تلك الشعبية للتأثير أو لقيادة المجتمع في اتجاه معين؟
كيف كان الناس ينظرون للاعب الكرة في الماضي؟ و كيف تغيرت نظرتهم له في الوقت الحاضر؟ لقد تغيرت بدون شك الطبقة الاجتماعية التي كان يشغلها لاعب كرة القدم من المتوسطة أو مادونها لتصبح الطبقة العليا التي يشغلها االنخبة من الأثرياء و وجهاء المجتمع.فهل تغيرت نظرة المجتمع للاعب؟ و كيف يتفق ذلك البذخ و الإنفاق المبالغ فيه على لعبة كرة القدم و الذي تضاعف عشرات المرات خلال العقود الأخيرة مع ذلك التراجع الكبير في مستوى اللعبة ككل و في مستوى الدخل العام للمجتمع خلال نصف قرن؟
كيف تغيرت نظرة السعوديين للفن؟ هل السعوديين يعتقدون بحرمة الموسيقى؟ ماهي طبيعة تلك العلاقة بين مجتمع يقدر الفن الغنائي و يشتري أكبر عدد من اسطوانات الغناء العربي و العالمي و في نفس الوقت يقدر و يعلي من شأن المشايخ و العلماء الذين يقطعون بحرمة تلك الموسيقى بلا خلاف و يتوعدون سامعها بالعذاب؟
و هل حفاظ المجتمع على هذه الثنائية (تقدير الفن و الدين) علامة صحية في عمومها أو أنها مرحلة لها ما بعدها؟
 ما أثر التحولات الاقتصادية السابقة و القادمة على حياتنا العامة؟ على علاقتنا بالآخر؟ هل ستصمد (خصوصيتنا السعودية) مع أي هزة اقتصادية قادمة؟
ثمة الكثير من الأسئلة المثيرة التي لا تنتهي و التي تحتاج إلى قلب جريء و فكر منفتح و عقل متيقظ للخوض فيها و البحث عن إجاباتها، ليخبرنا ليس بالذي حدث للسعودين فقط بل بالجواب على السؤال الأهم (مالذي سيحدث لهم عما قريب؟).