هذه دراسة شرعية
مؤصلة كتبها أستاذان يُدرِّسان في معهد
للتعليم الديني و نشرت ضمن مطبوعات المعهد،
دراسة أثنى عليها و زكاها عدد من رجال
الدين و كتب مقدمتها قاض في المحكمة
العليا، بل إن إدارة المعهد دافعت عن
مضمون الدراسة بقولها "إن
الكتاب يقوم بشرح جاد لمسألة في الشريعة،
و إن الباحيثن كانا على قدر المسؤلية..
و كبار الدارسين يعرفون للكتاب مكانته
العالية و إسهامه في أدب التشريع في العصر
الحالي".
جاء الكتاب مقسماً
لستة فصول كلها تتحدث عن أحكام القتل في
ظروف مختلفة، بين السلم و الحرب، و لكن
أهم النقاط المثيرة في الدراسة هي تلك
التي تتحدث عن قتل المدنيين غير المحاربين
و عن قتل الأطفال من أبناء الكفار، فتورد
الدراسة في خلاصة الفصل الرابع"و
على الرغم من ذلك فإن أي فرد ينتمي لشعب
العدو يعد عدواً لأنه يساعد القتلة، و
بالتالي يحل قتله، فقد وجدنا في الشريعة
أن المخالفين بصفة عامة موضع شك و " كما
يرى المؤلفان أنه يحل قتل أبناء الزعيم
المعادي من أجل الضغط عليه، و إن كان قتل
أطفاله سوف يردعه و يمنعه عن الشر فيجب
عدم التردد في قتلهم!.
لا
يؤتمنون على الدماء و بما أننا في حرب
معهم فيحل قتل حتى الأطفال و الرضع الذين
لم يقترفوا أي ذنب لأننا إن تركناهم فسوف
يشكلون خطراً و سوف يصبحون أشراراً مثل
أهليهم
و قد رفض الباحثان
إجراء أي مقابلات صحفية لأنهما يرفضان
التعامل مع الصحف العلمانية التي لا تلتزم
بالشريعة!.
لعلك الآن تتساءل
من هما هذان الباحثان؟ و إلى أي فكر متطرف
ينتميان؟ و كم هو عدد الجماعات الإرهابية
التي استخدمت تلك الفتاوى في جرائمها؟
حسناً لا تندهش
إن قلت لك أن الباحثان هما حاخامان يهوديان
مقيمان في فلسطين المحتلة، و أن بحثهما
كتاب نشر بعنوان "توراة
الملك..أحكام قتل
غير اليهود"و
قد استعرضت استاذة الدراسات التلموذية
د. ليلى أبو المجد
فقرات من الكتاب في مجلة وجهات نظر المختصة
بالكتب (العدد١٣٥)
و استعرضت كذلك ردود الفعل تجاهه في
المجتمع اليهودي و الضجة التي رافقت
صدوره، حيث قامت جماعة من دعاة السلام
اليهود برفع قضية ضد المؤلفين في المحكمة
بتهمة التحريض على القتل لكن المحكمة لم
تلتفت للقضية، رغم أن عدداً من المستوطنين
الذين ارتكبوا جرائم قتل ضد الفلسطينيين
أقروا أنهم استندوا إلى فتاوى الكتاب و
فتاوى مماثلة!.
كيف تتسامح محاكم
إسرائيل الديموقراطية مع تيار متطرف بهذا
الشكل؟ و كيف تسمح قيمها الغربية المتحضرة
التي تتشدق بها بمثل هذه الجرائم الفكرية؟
الجواب يكمن في
عبارة بسيطة "فتش
عن العنصرية".
العنصرية و ليس التطرف هو سبب جرائم
العنف و القتل و الاضطهاد في أي مجتمع،
سواء كان المجتمع متديناً محافظاً أو
ليبرالياً منفتحاً، ديموقراطياً أو
دكتاتورياً، غنياً أو فقيراً.
العنصرية عندما تتغلغل في مجتمع ما
تقوم بنزع الصفة الآدمية عن بعض أفرادة
و تعطي تصريحاً ضمنياً للمتطرفين بالبطش
بتلك الفئة تحت مختلف التسميات سواء كانت
باسم الدين أو العرق أو الجغرافيا.
لذا تجد ذلك التطابق المذهل في اللغة
و المصطلحات بين المتطرفين في مختلف
الأديان و المذاهب لأن دافعهم الحقيقي
ليس الدفاع عن الدين بل الدفاع عن أفكارهم
العنصرية التي تنكرت في لباس الدين.
Winstar Social Casino: 20 Free Spins No Deposit
ردحذفWinstar Social Casino – 20 순천 출장마사지 Free Spins No Deposit · No Deposit required · No 하남 출장안마 deposit 통영 출장샵 required. · 200 용인 출장마사지 free spins. 고양 출장안마 · 50 free spins.