عقد من
الزمن مر، تبدلت دول و انهارت أنظمة و هبت ثورات و عواصف و تغيرت معالم الدنيا، و
نحن لازلنا نخوض معاركنا العظيمة مع أغلفة الكتب!.
ترى هل
تستحق المعركة كل هذا الصخب؟ و هل السعوديون شعب قارئ بالفعل؟
ثمة صور
متناقضة في هذا المشهد تحديداً، تجد الإقبال الكبير على معرض الكتاب و الحماس
الشديد في الشراء، و رضى و غبطة الناشرين التي لا تخفى. تجد كذلك نشاطاً بهيجاً
على الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي، قوائم لكتب و حوارات عن أحدثها و أهمها، قراءات عميقة و لافتة في
موقع (جودريدز Good reads). و لكن
هل هذه هي الصورة الكاملة؟ و هل يقرأ السعوديون بجدية كل ما يشترونه من كتب؟ أم
أنهم يتعاملون معها كما يتعاملون مع البضائع الاستهلاكية التي يشترونها من مراكز
التسوق حيث القليل يستخدم و الكثير يكون مصيره سلة المهملات؟ كم دقيقة يقرأ الفرد
في مجتمعنا يومياً؟ و كم كتاباً يقرأ في الشهر أو في السنة؟ و هل هناك تناسب بين الوقت
الذي يمضيه السعوديون في القرآءة و بين الكميات الكبيرة التي يشترونها من الكتب؟
ثم ما
نوعية الكتب التي يشترونها؟ و ما مدى جدية المواضيع التي يفضلون قراءتها؟
قامت المجلة العربية بإجراء دراسة استطلاعية
حديثة عن واقع القراءة الحرة في السعودية شملت جميع مناطق المملكة و بلغ عدد أفراد
العينة عشرة ألاف شخص، و رغم توسع الدراسة في تعريف القراءة بأنها أي مادة مقروءة
خارج الدارسة أو العمل سواء مطبوعة أو مدونة إلكترونياً دون الاقتصار على الكتب
فقط، فإن نتائج الدراسة كانت لافتة من حيث المحتوى فلقد وجدت الدراسة أن نسبة من
يخصصون من وقتهم نصف ساعة للقراءة المطبوعة أو الإلكترونية لا يتجاوز ١٩٪ من إجمالي العينة.
أما
المواضيع التي يفضلها السعوديون في القراءة فكانت الصدارة فيها للأخبار اليومية و
الأحداث الجارية تليها في الصدارة مواضيع الفكاهة و الترفيه ثم الأزياء و الزينة
ثم الألغاز و الأحاجي ثم الروايات ثم الشعر الشعبي. و تأتي العلوم و الموسوعات في
ذيل القائمة، في المرتبة السابعة عشرة تحديداً في حين خلت القائمة تماماً من كتب
الفكر و الفلسفة و التاريخ!. و رغم ذلك تتفاءل الدراسة و تعتبر السعوديين شعباً
قارئاً، لأن ٧٠٪ ممن أجابوا على الاستطلاع قالوا انهم
يقرأون بانتظام حتى لو كانت تلك القراءة تصفح البريد الالكتروني و المنتديات!.
ماذا
يفعل السعوديون في معرض الكتاب؟ لا شك أنهم يفعلون الكثير، يحتفلون، يلتقون
الأصدقاء يتجادلون، يتبادلون الاتهامات، يشترون الكتب، الكثير منها، لكن ما مصير
تلك الكتب؟ و أين تذهب؟
تلك قصة
أخرى!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق