الخميس، 23 أبريل 2009

(المطارد): قصة قصيرة لجون كولر







كان(الان اوستن) متوترا كهرة مذعورة وهو يصعد السلالم المظلمة والتي تصدر صريراً مع وقع خطواته في ذلك المنى المجاور لشارع (بيل). أمعن النظر كثيراً في لوحة أسماء السكان المعتمة قبل أن يجد الاسم الذي يريده مكتوبا بشكل مموه على أحد الأبواب.دفع الباب المفتوح مباشرة كما طلب منه أن يفعل عندما يجد المكان ووجد نفسه في غرفة صغيرة عارية من الأثاث باستثناء طاولة مطبخ صغيرة تتوسطها وكرسي هزاز وآخر اعتيادي.وعلى الجدار القذر شاحب اللون ثبتت عدة أرفف رصت فوقها دستة من القوارير والجرار.

كان الرجل العجوز يشغل الكرسي الهزاز ويقرأ في الجريدة، تقدم الآن نحوه وقدم له البطاقة التي أعطيت له بدون أن يتفوه بكلمة.

- "اجلس يا سيد أوستن". قال الرجل العجوز في تهذيب جم. ثم تابع" سعدت بمعرفتك"

سأله (الان):

- "هل صحيح أنك تملك خلطات لها مفعول غير اعتيادي؟"

- "يا سيدي العزيز". أجابه العجوز "بضاعتي لا تصنع بكمية تجارية، فأنا لا أتعامل مع خلطات المسهلات ومسكنات ألم الأسنان، خلطاتي من نوع مختلف ولا أعتقد أن أياً منها يمكن أن يوصف بالمألوف"

- "في الحقيقة أنا.."، و قبل أن يستطرد الان في الشرح قاطعه الرجل وهو يتناول قارورة من على الرف

- "على سبيل المثال، هذا السائل في القارورة عديم اللون كالماء وبلا طعم تقريباً، ولا يترك أثراً في القهوة أو الحليب أو النبيذ أو أي مشروب آخر. كما أنه لا يمكن ملاحظته في أي عملية تشريح بأي من الطرق المعروفة"

- "هل تعني أنه سم؟". تساءل(الان) مرتعباً..

- "سمه منظف قفازات لو أحببت". أجابه الرجل بدون اكتراث قبل أن يتابع "ربما ينفع في تنظيف القفازات فأنا لم أجربه من قبل. تستطيع تسميته منظف أرواح، الأرواح تحتاج للتنظيف بعض الأحيان.."

- "أنا لا أريد شيئاً من هذا القبيل" قال (الان)..

-" ربما تريد شيئاً مماثلاً". أجابه العجوز، ثم تابع "هل تعلم كم يكلف هذا الشراب؟ إن ثمن ملعقة شاي واحدة منه - وهي كافية - تساوي خمسة آلاف دولار، غير قابلة للتفاوض، لا تنقص سنتاً واحداً.."

- "أتمنى أن لا تكون خلطاتك الأخرى بنفس السعر المرتفع". قال (الان) مجادلاً..

- "أوه..كلا يا عزيزي، لن يكون جيداً أن أبيع جرعات الحب - على سبيل المثال - بنفس السعر، فمن النادر أن تجد شاباً يفتقد الحب يمتلك خمسة آلاف دولار، وإلا لما احتاج لشراء العقار.."

- "أنا سعيد لسماع ذلك" أجابه (الان)..تابع الرجل العجوز

- "أنا أنظر إليها من هذا النحو، أرض الزبون في البداية، وسوف يعود لك عندما يحتاج طلبية أخرى، حتى لو كانت أغلى ثمناً فسوف يدخر للحصول عليها لو اضطره الأمر لذلك.."

- "حسناً، هل تبيع بالفعل عقار الحب؟". سأله الشاب..مد الرجل يده إلى قارورة أخرى على الرف قبل أن يجيبه..

- "إذا لم أكن أبيع العقار فما الداعي للحديث عن الأشياء الأخرى؟ فقط عندما يلتزم المرء بوعوده يستطيع توفير الأشياء السرية..".

عاد (الان) ليتساءل..

- "وهذا العقار هل له مفعول ممتد أم أنه..". قاطعه الرجل العجوز..

- "أوه، كلا.. إن له مفعولاً دائماً. أطول بكثير من المشاعر العابرة وإن كان يشملها بالطبع، إنه شعور ممتد وافر وعميق."

- "يا الهي!!". هتف الشاب وفي عينيه نظرة ذهول محلقة قبل أن يتابع" يا له من أمر مثير".

-" لكن خذ بالاعتبار الجانب الروحي". قال الرجل العجوز..

- "بالتأكيد" أجابه (الان).

-" عند الأشخاص اللامبالين، فإن الخلاص والافتتان يحل في أرواحهم مكان الازدراء السابق، أعط جرعة صغيرة من العقار للفتاة الشابة - بالمناسبة هو بلا طعم تقريباً إذا أضيف لعصير البرتقال، الحساء، أو الكوكتيلات - ومهما كانت الفتاة مستهترة أو حتى مثلية فإنها سوف تتحول تماما. لن ترغب في أي شيء سوى العزلة وصحبتك."

-" لا أكاد أصدق ذلك، إنها مغرمة بالحفلات". أجابه الشاب.

- "لن تحبها بعد اليوم، بل إنها ستخاف عليك من فتيات الحفلات الحسناوات". قال الرجل العجوز

صرخ (الان) في دهشة:

- "هل فعلاً ستشعر بالغيرة؟؟ بالغيرة علي؟؟"

- "نعم، سوف تود أن تصبح كل شيء بالنسبة لك."

-" إنها كذلك بالفعل، لكنها لا تبالي."

- "سوف تفعل عندما تأخذ العقار، سوف تهتم بك بعناية فائقة، سوف تكون موضع اهتمامها الوحيد"

- "مذهل "هتف (الان).تابع الرجل العجوز كلامه..

- "سوف ترغب في معرفة كل ما تفعله، كل ما حصل لك خلال اليوم. كل شاردة وواردة، سوف ترغب في معرفة ما الذي تفكر فيه، لماذا تبتسم فجأة، ولماذا تبدو حزيناً.."

- "هذا هو الحب". صرخ (الان) منفعلاً..

-" نعم". أجابه العجوز ثم أضاف "كم ستكون حريصة عليك! لن تسمح للتعب بأن ينال منك، لن ترضى بأن تكون نهباً للهموم أو حتى أن تهمل طعامك. ولو تأخرت لمدة ساعة واحدة فسوف تصاب بالذعرعليك، ستعتقد أنك قتلت أو أن امرأة أخرى نجحت في إغوائك"

-" لا أكاد أتخيل (ديانا) تتصرف بهذا النحو". قالها (الان) بسعادة طاغية.

- "لن تحتاج لاستخدام خيالك، ولأن الحياة مليئة بالفاتنات فربما يصادف لأي سبب من الأسباب أن تنزلق قليلاً مع إحداهن. لا ينبغي عليك أن تقلق سوف تسامحك في النهاية ستكون مجروحة بعمق بالطبع لكنها ستسامحك في النهاية.."

- "هذا لن يحدث". قالها (الان) بحزم..

-" بالطبع لا". أجابه العجوز قبل أن يضيف "لكن إن حدث فلا تقلق فهي لن تطلب الطلاق أبداً، بالتأكيد لن تفعل وبالطبع هي لن تعطيك سبب، أدنى سبب للشعور بعدم الارتياح"

- "وكم يبلغ ثمن هذا العقار العجيب؟" تساءل (الان).

غمغم العجوز:

-" إنه ليس ثميناً كمنظف القفازات أو منظف الأرواح كما أسميه في بعض الأحيان فذلك ثمنه خمسة آلاف دولار لا تنقص سنتاً واحداً، على المرء أن يكون أكبر سناً منك لينغمس في هذه المسائل، على المرء أن يدخر المال ليحصل عليه.. "

- "لكن عقار الحب" قاطعه (الان).

- "أوه..هذا". قالها الرجل وهو يفتح درجا ًفي طاولة المطبخ التي أمامه ويتناول منه قنينة صغيرة متسخة

- "إنه لا يساوي أكثر من دولار واحد". شرع الرجل في ملء القنينة من القارورة و(الان) يراقبه ويتمتم:

- "لا أستطيع أن أعبر لك عن مدى امتناني"

أجابه الرجل:

- "أنا أحب مجاملة الزبائن، لأن الزبون سيعود في فترة لاحقة من حياته، وتكون أموره المادية قد تحسنت، عندها سيطلب أشياء أغلى ثمناً. تفضل العقار، ستجده فعالاً جداً"

- "أشكرك مجددا، إلى اللقاء" ودعه( الان)

-" إلى اللقاء". رد الرجل العجوز.

هناك تعليق واحد:

  1. يا سيدي فراس
    انا لا اقرأ القصص أبدا

    لكن بدلا من ترجمة القصص الاجنبية

    لما لا تفكر في الكتابة عن الافلام المحلية الي بتحصل في البلد؟

    لتجدنها أغرب من الخيال ولا حتى في افلام الكرتون

    ردحذف