الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

في مجموعته الأولى «المشبك الخشبي»: فراس عالم يمارس لعبة «الاضافة والمحو»



عكاظ - جدة
يقدم الكاتب فراس عبدالعزيز عالم في مجموعته القصصية الجديدة "المشبك الخشبي" عالما قصصيا وافر الحركة وفيه المزيد من الشعور بالقلق الوجودي وتصريح يجبّه التلميح مع مسحة لا يمكن ان نغفلها لتلك الضمائر القلقة التي تحاول قدر جهدها ان تقرأ الواقع فتفهمه ثم تمارس لعبة الاضافة والمحو عن عمد كي تنسق العناصر المشتتة هنا وهناك. المجموعة التي صدرت مؤخرا لدى المؤسسة العربية للدراسات النشر ببيروت هي الأولى للمؤلف الشاب الذي عرفته الساحة المحلية بوصفه قاصا حديثا ينشر ابداعاته وترجماته لمختارات من الابداع العالمي في مختلف المطبوعات المحلية، بالاضافة الى كونه صاحب العديد من الجوائز التقديرية من جامعة الملك عبدالعزيز ونادي مكة الأدبي والمؤسسة العربية بالقاهرة. وفي مقدمة المجموعة يهدي المؤلف كتابه الأول "الى نور سنان.. قبلة صغيرة على ظهر كفها الحنون.. وقبس متواضع من وهج خصلاتها البيض"، وهي تضم 18 نصا قصصيا تتمتع بـ"نسيج محكم يذكرنا بنسيج همنجواي". وحسب الروائي د. أحمد خالد توفيق في كلمته التي تضمنها الغلاف الخلفي للكتاب، فإن هذه المجموعة تتوفر على "جوٍّ عام يحاول ان يقول شيئا لكنه لا يقوله، وتحاول أنت ان تستخلص شيئا لكنك عاجز عن قول هذا حتى تأتي لحظة التنوير.. عندها تفهم كل شيء"!ومن أجواء المجموعة نقطتف الأجواء التالية: ".. فتح دش الحمام، انهمرت المياه على رأسه، شعر بأن الماء المنساب على جسده يتحول الى اللون الأسود، وأن فتحة الصرف تطلق أصواتا صاخبة عندما تغمرها المياه السوداء، صرخات ملايين المعذبين تجتمع في البالوعة، صرخات مجموعة فزعة، مرتاعة الى درجة تعرف ان أحدا لن يسمعها ولن يهم لنجدتها أبدا، وأن عذابها باقٍ ما بقيت صرخاتها.. لكنه كان يسمعها بوضوح..قرب أذنه أكثر من البالوعة وأخذ يُنصت.. يا إلهي ما الذي فعلته..؟".


رابط الخبر


هناك تعليق واحد:

  1. لقد قرأت المجموعة وقد أعجبتني كثيرا.
    خاصة وأنها تتحدث مع طبيعة النفس البشرية بكافة صفاتها المتضاربة.
    في قصة "الذي فعلته" : كان أسلوب عكس الترتيب الزمني لما حدث يزيد القصة جمالا إلى محتواها.
    دقة الوصف للحظة الواحدة يظهر على كثير من القصص حتى كأني أراها في شاشة التلفاز وهذا واضح في "شارب كث" ، "الذي فعلته" ، "رجل السيجار".
    في قصة "لاتهتم" : عندما أصل الى نهايتها دائما أتذكر قول الله تعالى (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين ، فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون).

    ردحذف