الأربعاء، 2 يوليو 2008

إعلان مبادئ.... مرتبك!

يبدو أنني سأعترف قريباً بأنني لا أنتمي لجيل الشباب الحالي رغم أنني لازلت في بداية الثلاثينات، لكن ما شعرت به من الحيرة و الضياع و أنا أتخبط بين صفحات الإنترنت خلال محاولة إنشاء المدونة ذكرني بما كانت جدتي تقولة عندما تتصل ببيتنا و تسمع صوت تسجيل آلة الرد الآلي على التلفون، كانت تصاب بالحيرة و تشك في الرقم الذي طلبته بصعوبة ثم تستلم و تضع السماعة و تقول لمن جاورها
( في رجال في بيت عبدالعزيز يبربر في التلفون!!) .

كنت فيما مضى أبتسم من ردة فعل جدتي و لكنني اليوم أدركت ما كانت تشعر به من غربة و حيرة أمام غزو غريب من عالم آخر يصيبك بالإرتباك و لا تشعر بالراحة للتعامل مع برودته و تعقيده في حين يتعاطاه الآخرون ببساطة كأنه من بديهيات الحياة التي ولدوا وهم يتقنونها



لماذا المدونة؟؟



أكاد أراك ..و أنت تمط شفتيك و تقول (إيش جبرك على كدة؟ موعاجبك اتكل على الله..سيب المدونات للفاهمين و أطلع إنت منها)

و هذا بالفعل ما كنت أعتقده، بالإضافة الى عامل مهم آخر هوما الجدوى من التدوين؟ مالذي سيزيد في الدنيا لو أضفت لها بعض الأسطر على جدارها الإفتراضي؟ وهل سأجد و سط مليارات الكلمات المنثورة من يقرأ كلماتي؟ مالذي و من الذي ستغيره تلك الكلمات؟

والإجابة على كل ماسبق بإختصار هي .....لاشيء

لن تغير كلماتي شيئاً، و لن تضيف الى علوم الكون أو معارف الدنيا أي فائدة تذكر، و ربما تبقى حتى تتحلل في الفضاء دون أن يقراها أحد.

لكنني ببساطة قررت أن أكتب المدونة لسبب بسيط جداً

هو أنني مللت من عنت مشرفي المواقع و المنتديات..

أقرأ الموضوع على موقع جريدة الجزيرة أو الإقتصادية و أتحمس للرد و التعليق و أكتب معتقداً أنني أضفت للخبر و بينت الحقيقة و أرسل الرد و تأتيني الرسالة الأنيقة ( شكراً..سوف يضاف تعليقك بعد مراجعته) و لا تسأل عنه بعد مراجعته لأنه إما أن يختفي تماما كطفل تاه يوم الوقفة ، أو يأتي مبتوراً ناقصاً كشحاذ معوق يجلس بوضع إحترافي في عرفات ....يوم الوقفة أيضاً.

أما مع المنتديات فالوضع مختلف قليلاً ..تكتب الموضوع بعد أن تطلع روحك، و تجتهد في التوثيق و الاستشهاد و التنسيق، و يظهر بدون مراجعة و الحمد لله لكنه كمواليد زمن الكوليرا ..لا يعيش إلا أيام قليلة ثم ينتقل إلى رحمة الله ولا تسأل عنه أين دفنت جثته و لا تحاول الإستعانة بصديق حتى لو كان بدرجة مخبر ممتاز مثل السيد المهيب "جوجل" حفظة الله و أبقاه

لأجل هذه الأسباب البسيطة و المهمة قررت أن أتبهدل قليلاً أو كثيراً لا يهم و أن أتحمل بربرة و غثاء التعامل مع صفحات النت كي أحفظ كرامة بناتي/كلماتي و أجعل لهن بيتاً يصونهن و يحميهين من الشطب و القص و التقطيع، و ليكون مرجعاً لي إذا جار الزمان على ذاكرتي فأجد فيه قصاصاتي القلائل التي دائما ما تضيع ولا أستطيع أن أجدها مهما حاولت من جهد



دعوة للراحة!!

هنا سأتمدد على كنتبي الأثيرة و أسرد كل حكاياتي المثيرة، سأتفلسف براحتي، و أتكلم في السياسة و الكياسة و التياسة،في الأفلام و السينما و الممثلين، في الكتب و القصص و الصحافة، في الصحة و التعليم و النفط و في أي شي يخطر لي ساعة سلطنة دون أن أعتذر للسيد المشرف أو أحمل هم السيد المراجع.

سأجلس بملابسي المنزلية المريحة و أتناول القهوة المرة مع التمر أو الجالكسي أيهما أقرب، و أرفع صوت قناة الجزيرة و أسولف، فإن أحببتم الإنضمام للسواليف حياكم الله اتفضلوا و البيت بيتكم وخذوا راحتكم على الآخر.. وإن ما عجبتكم الجلسة لا تنسوا تقفلوا الباب وراكم و تطفوا نور الدرج...ترا الكهربا صارت غالية...لكن نحكي عن الكهربا بعدين...حياكم الله.

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم

    د.فراس

    استمتعت كثيرا ,, وانا اتجول في مدونتك

    انسيابية كلماتك .. وبساطتها من اكثر الاسباب التي التي ابقتني هنا لفترة ليست قصيرة ..

    دمت في رعاية الله ..

    ردحذف
  2. السلام عليكم يا فراس

    مدونه جميله جداً
    قد لا يوجد قراء كما ذكرت في اول مقال لك هنا .. لكن مثل ما يقول المثل .. اول الخير قطره .. و ايضاً .. من صبر ظفر

    المهم .. حبيت اشيد بمدونتك و اتمنى لك التوفيق و الاستمرار .. وهي الان بالمفضله لدي .. و ننتظر جديدك :)


    اخوك: الشمري

    ردحذف